استيقظت هذا الصباح كالعادة ....بخمول وتكاسل مع ان الساعة كانت تشير
الى العاشرة صباحا ... شعرت ان مزاجي سيء ...فاتجهت الى المطبخ
مباشرة واعددت كوبا من القوة .....الى ان انتهيت من شربه تذكرت انني
واعدت صديقتي للذهاب الى السوق لتبدل الاغطية التي اشترتها مع زوجها
من اسبوع فلم تعجبها ورفض زوجها ارجاعها وتبديلها...فما كان مني الا
ان تكارمت وعرضت عليها خدماتي.... ذهبت معها ونحن في طريقنا كانت
المركبة تستغيث من انتهاء البنزين كما انها بحاجة الى الغسيل ..شيء
محرج ..عرجنا الى المحطة وبعد ربع ساعة انطلقنا ثانية ... ياللبؤس الجو
حار وصديقتي المحت
رمة ذوقها صعب ...لا تمل ولا تكل من دخول محل
والخروج من آخر ...لا بأس أولادي في المدرسة والدوام لن ينتهي قبل
الثانية ...وبعد ساعتان تم بحمد الله انتهاء الصديقة من مهامها المقدسة
من تبديل وتبضع وشراء حاجيات المنزل والاولا والجيران ايضا ...
وعند وصولنا الى منزلها المبارك اصرت علي بالدخول لتقوم هي
الاخرى بواجب الضيافة العربية الاصيلة فرفضت ولكن ليس بالحاح للأسف
مما اضطررت الى تلبية الدعوة ( واذا دعاك فأجبه)..وبعد نصف
ساعة خرجت من عندها على اساس ان أصل الى موعد خروج أولادي
لكني لم أحسب حساب الزحمة مما أخرني نصف ساعة أخرى .....وما
ان وصلت تلقاني اولادي بعتاب وجدال له اول وليس له آخر ....ماما
لقد تأخرت ساعة ونصف ...لقد احترقنا من الحر ....لم يكن هناك أحد في
المدرسة ...................ماما ...................الخ
اوه لقد غاب عن بالي ان الاولاد ينصرفون يوم الخميس في الساعة الواحدة
وليس الثانية ....بحق انا آسفة .... اعذراني لن يتكرر ذلك ابدا (ربما ؟ !!!!!)
لا أدري ان تقبلوا الامر أو لا .....طبعا عرجنا الى المطعم واخذنا طعام
الغداء .. وأنا متعبة ......وبالذات ان زوجي مسافر في عمل وكما تعلمون
فان كل سفرة لها عائد مالي ...اذ يجب ان نؤمن مستقبل الاولاد ....
بعد الغداء نمت القيلولة على آذان العصر...ثم استيقظت بعد ساعة ونصف
لأتفاجئ باتصال جارتي في الدور الخامس لتحكي لي مشكلتها مع الجارة
رقم تسعة (لقبها كناية عن الدور الذي تقطنه )وبعد حوار دام ساعتين
استخلصت منها ان المشكلة سببها عدم دعوتها في صباح الاثنين الفائت
مع بقية الجارات ..مع انني ساعتها عرفت بالصبحية التي اقيمت !!!!
ولكن لا مشكلة فأنا أعقلهم؟؟! كانت الساعة قد اصبحت السابعة مساء
وكان الاولاد مندمجين بأفلام الكرتون على mbc3 فوجدتها فرصة لأمارس
هوايتي المفضلة ...فكما تعلمون أننا فنانة أجيد الرقص... انتهيت بعد
ساعة فقط ..... لأتفاجئ بأن ولداي الاثنان قد ناما مكانهما!!!!!!!!!!!!
يا حرااااااام ناموا من غير عشاء ....لا بأس غدا سيتناولون وجبة الافطار
وان تأخروا عن حضور الطابور ...فمصلحتهم الاهم عندي ...لم أجد داعي
للتفتيش في حقائبهم المدرسية ...فلو كان عندهم دروس فهم أولى بحلها وان
لم يكتبوا الواجبات المدرسية ...فلا ضير من عقاب المعلمة بالتأكيد سيتعلموا
درسا من دروس الحياة ....كما تعلمنا نحن -ما شاء الله علينا - لم يكن امامي
الا اعداد كوب آخر من القهوة الثقيلة هذه المرة والجلوس على النت لانني
احب ان اكون امرأة حضارية تتطلع على كافة اخبار العالم من رياضة...
وفن ....وثقافة .....الخ وبالذات ان عاملة النظافة اتت بالامس وانهت لي
اعمال المنزل ....لحظات الهاتف يرن ..يرن ...يرن..آلو هاي سعاد والله
على بالي هلأ خلصت كل شغلي ونيمت الاولاد و .....................
وتستمر المأساة
اخواني اخواتي ......هذا نموزج واحد فقط من عائلة تظن نفسها انها تبني
مستقبلا باهرا لأنفسها وبيتها وأولادها ومجتمعها .....لا ادري اترك التعليق
لكم ........