إنتشر مصطلح الستار الحديدي في مرحلة مابعد الحرب الثانيه بعدما وقعت نصف اوروبا في قبضة السوفييت بعد دحر المانيا النازيه، ولم يستطيعوا مقاومة فكرة فرض ايدولوجيتهم السياسيه عليها . وكان الستار الحديدي كناية عن التوجيه الاعلامي والكبت الفكري الذي مارسه الاتحاد السوفيتي و النظم التي خلقوها فيما كان يعرف بدول الكتله الشرقيه ، على شعوبهم
عند زيارتي لأول مره الدول الشيوعيه السابقه ، كان مما أثار استغرابي هو كيف يعرف الناس بيوتهم من غيرها! فكل المباني متشابهه و المناطق متشابهه وحتى تخطيط الشوارع متشابه. كل شيء متشابه مثل الفكر الاوحد المفروض على الجميع..وهنا تحضرني قصة طريفه رواها لي صديق اسمه عبدالله الشيباني والذي افرط مرة في المشروب فترك سيارته واستقل تاكسي الي البيت ، و بما انه يسكن مع اهله في بيت شعبي - تلك البيوت التي تبنيها الدوله لذوي الدخل المحدود و التي تكوّن ضواحي و مناطق من الشوارع و البيوت المتشابه- بعدما انزله التاكسي ذهب الي البيت و استخدم المفتاح ففتح الباب.. و دخل الي الفناء و كانت كل الغرف مغلقه فصار يدق الابواب و ينادي على اهل بيته..ولكنه اصيب بذعر طارت معه السكره، حين ُفتح احد الابواب ،و ظهرت منه إمرأة تصرخ حرآآآمي فأطلق ساقيه للريح..كان عبدالله قد نزل بالخطأ في الحي الذي بعد حيهم..وحتى الان لم يفهم كيف فتح مفتاحه باب هؤلاء الناس؟
سقط الستار الحديدي بأنهيار النظام الشيوعي في التسعينيات و مازالت بعض الدول مثل المانيا و جمهورية التشيك تحتفظ بأجزاء متبقيه من السور الحديدي كتذكار ماثل لحقبة خنق الحريه و فرض الفكر الواحد على البشر.. لقد تلاشى و اختفي كل تأثير البروباجندا وغسل الادمغه الذي دام لخمسين سنه، وكأن شيئا لم يكن
رأيت مرة سيدة مع اثنين من اولادها في في مجمع للتسوق بأبوظبي و كان الاكبر يبكي ويلح عليها أن تشتري له لعبة كان متعلقا بها ، بينما كانت تقول له باصرار انها لن تشتريها حتى يقبل ان يشارك اخاه فيها..و في النهاية و بعد كثير من الصياح.. قبل الصغير
من حصيلة التعليقات على البوست الاخير و بعض الايميلات المتعلقه به لاحظت شيئا ادهشني..هناك انتقاد شديد للملحدين و اللادينين بأنهم يجاهرون بأفكارهم، و البعض يرى تزايدا ملحوظا في اصوات الملحدين وتطاولها.. و يوجهون لي اصابع الاتهام في ايقاظ الفتنه ..ولكن
هل اصبحت بلاد الرمال فجأة جنة للملحدين؟
الواقع انه في السنوات الاخيره و مع ثورة الانترنيت فقط بدء الملحدون و اللادينون في التعبير عن آراءهم، انها مجرد بدايه بسيطه..فهم في رأيي ليسوا مجاهرين بما فيه الكفايه. لقد كانت ساحة الرأي..ولمدة ليست بالقصيره، خالية الا من المتدينين، مستفردين بها لوحدهم..لقد حان الوقت ان يتعلموا، مثل طفل تلك السيده، ان يشاركوا الاخرين في الرأي و لا يستأثروا به
تم قصف الدماغ العربي في بلاد الرمال، و لمدة تزيد على الثلاثين سنه من قبل الاسلاميين بوابل من البروجاندا الاسلاميه..وحتى الان، فأنه من الصعب جدا ، او بالأصح اشبه بالمستحيل ان يحصل أحد على فرصة عادله لدحض و انتقاد ادعاءات الفكر الاسلامي، وكما ترون من التعليقات على هذا البلوج و غيره..فكأنك إن فعلت تكون قد اقللت ادبك في مجلس الملك او السلطان، و تحديت زعامته
إنتقاد الاسلام بصورة علميه او عقلانيه هو امر فيربوتين كما كان يقال في جمهورية المانيا الديموقراطيه، او كما يقال في الاتحاد السوفيتي.. زابريت. لقد اسدل الاسلاميون الستار الحديدي على الفكر الحر الناقد في بلاد الرمال. و هناك اساليب الارهاب و التهديد تمارسها الثقافة الاسلاميه ضد المثقفين و الكتاب و المفكرين الذين يجرؤن على تخطي هذه الاسوار المغلقه بواباتها بثوابت الدين، بل هناك محاولات من قبلهم بعد فاصل الرسوم الكارتونيه تستهدف العالم برمته بسعيهم لإصدار قرارات على مستوى الامم المتحده تجرم انتقاد الدين..هل ذلك كله لأن لا ينجرح شعور المسلم الرقيق الزغنطوط؟..و اللي حيعيط قوي، لو حد انتقد الحبيب صلعم.. أبدا؟ الحقيقه هي خوف الكهانه الاسلاميه في بلاد الرمال من أن يسقط ستارها الحديدي المهيمن على الفكر
لا يجروء اي من سياسينا في بلاد الرمال سواء كان رئيس جمهوريه ام زبالا على انتقاد الفكر الاسلامي، و سترجف ركب الصحافي و الكاتب قبل ان يكتبون شيئا مخالفا..فهناك استار و اسوار شائكه مكهربه من المنع و الكبت الرسمي و النفسي لحماية إدعاءات الفكر الاسلامي، رغم انها سطحيه الي درجة السذاجه والهبل
نتيجة لتلك الهيمنه على الفكر.. تفاقم غرور الاسلاميين بنفسهم و إزدهرت الخرافة في بلاد الرمال بشكل غير معهود، الاف المنشورات و الحملات و القنوات الفضائيه و الاذاعات التي تبرر الرقيه و الحجامه والعوده الي كل تخلف مارسه أسلافنا في أرض الرمال في غابر الدهور، لقد ازدهرت التجاره بالدين و امتلأت المجلات بأخبار الجن و العفاريت و سكناهم في اجساد المتخلفين من بلاد الرمال حصريا من دون العالم كله..وصارت تذاع برامج في تلفزيونات بلاد الرمال لتفسير الاحلام دينيا مثل برنامج لفضلات الشيخ..عفوا فضيلة الشيخ صالح النهام في تلفزيون الرأي الكويتي..ان الثقة بالنفس هي اكبر نقطة ضعف لديهم..وقد تؤدي بالانسان الي ارتكاب الحماقه دون شعور، فلايمكن ان يصدق المرء انهم فعلا يؤمنون بأن الكل قد صدق دجلهم و كأن البلاد قد خلت من العقول ، لقد استغفلوا حتى انفسهم ، وأصبحوا هم الحمقى بلا منازع